روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | وداعا أم الأخوات.. زينب الغزالي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > وداعا أم الأخوات.. زينب الغزالي


  وداعا أم الأخوات.. زينب الغزالي
     عدد مرات المشاهدة: 3432        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير.

 

كثيرٌ هم من تصدوا للدعوة والجهاد عبر التاريخ من رجال الأمة..

وقد سطّر التاريخ أسماءهم بمداد من ذهب خالص مخلوط بنور الإيمان.

ولكن..

قليلٌ هن من سطر التاريخ أسماءهن في دواوينه الطويلة..

ومنذ أيام، ودّعت الأمة بالدموع والأشجان امرأة بألف امرأة، شهد لها تاريخ الدعوة الحديث مواقف ومواقف، صدعت بالحق وأعلنت به في وقت قل فيه الناصر، ووقفت شامخة أمام طغيان الظلم في وقت جبن فيه كثير من الرجال، وحفلت حياتها الطويلة بالفداء والتضحية من أجل إعلاء كلمة الله، إنها مؤسسة جمعية الأخوات المسلمات، ورافعة لواء الدعوة النسائية في جماعة الإخوان المسلمين منذ فجر بزوغها، إنها الداعية التي بذلت الغالي والنفيس من أجل دينها، زينب الغزالي رحمها الله.

فقدت الأمة بفقدها داعية مجتهدة محبوبة ومربية واعية خبيرة، عاصرت مبدأ الصحوة الإسلامية، وكانت هامتها كهامات الجبال أمام طغيان الظلم الناصري وسجونه، فلم تهن ولم تكل، ولم تتوان عن حمل الدعوة إلى من بعدها مؤتسية في ذلك بأم عمار سمية وبآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران، وغيرهن من نساء التاريخ اللائي صمدن أمام الفتن فم يرجعن ولم يهن، وقفت شامخة بدينها في السجون، وكانت لها فيها آيات أكرمها الله بها دلالة على فضلها ومكانتها رحمها الله، ولما خرجت من السجون ظلت مساندة لإخوانها ممن لازالوا بأقفاص البغي، فساندت أسرهم، وعاونتهم على تحمل مشاق الحياة، ولما هدأت العاصفة تفرغت لدعوتها فأفادت نساء أمتها، وخرجت الأجيال تلو الأجيال من الداعيات إلى الله عز وجل.

خُدِعَت في بداية حياتها مثلها مثل الكثيرات بدعوة هدى شعراوي، فلما تبين لها الحق، طرحت ما كانت عليه رغم عاطفتها نحو هدى شعراوي وتمسك الأخرى بها إلا إنها أبت إلا الإذعان للحق والانقياد له، خرجت من ظلمات هدى شعراوي إلى نور هدى الله رب العالمين، وظلت في طريق الحق صامدة صابرة محتسبة أكثر من خمسين عامًا، وسبحان الله كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بيننا وبينكم يوم الجنائز، فهاهي جنازة زينب الغزالي تشهد دموع آلاف المشيعين كما شهدت أشجان الملايين من أبناء الأمة في أصقاع الأرض.

فرحم الله زينب الغزالي وأسكنها فسيح جناته، وجعل دعوتها وتربيتها لأجيال الدعاة في موازينها كأمثال الجبال يوم يكون المرء أحوج ما يكون لعمل صالح.

إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرًا منها يا رب العالمين.

الكاتب: أبو الهيثم محمد درويش.

المصدر: موقع طريق الإسلام.